الثلاثاء، 17 يناير 2017

لماذا قال علينا السيد المسيح انتم ملح الارض.. انتم نور العالم..

لماذا قال علينا السيد المسيح
انتم ملح الارض.. انتم نور العالم..
+++++++++++++++++++

يا لها من خسارة عظيمة في الإخوة !
إن قليلين هم الذين يهتمون بالأمور الخاصة بالخلاص. يا له من جزء كبير من جسد الكنيسة يشبه الميت الذي بلا حراك !!
تقولون : وماذا يخصنا نحن في هذا ؟
 إن لديكم إمكانية عظمى بخصوص إخوتكم. فإنكم مسئولون إن كنتم لا تنصحونهم، وتصدون عنهم الشر وتجذبونهم إلى هنا بقوة، وتسحبونهم من تراخيهم الشديد.
لأنه هل يليق بالإنسان أن يكون نافعًا لنفسه وحده ؟!
 ليكن نافعًا لكثيرين أيضًا.
و لقد أوضح السيِّد المسيح ذلك عندما دعانا " ملحًا" ( مت ٥: ١٣ )، و" خميرة " ( مت ١٣: ٣٣ )، و" نورًا " ( مت ٥: ١٤ )، لأن هذه الأشياء مفيدة للغير ونافعة لهم.
فالمصباح لا يضيء لذاته، بل للجالسين في الظلمة. أنت مصباح، لا لتتمتع وحدك بالنور، إنما لترد إنسانًا ضلَّ، لأنه أي نفع لمسيحي لا يفيد غيره ؟! ولا يردُّ أحدًا إلى الفضيلة ؟!
مرة أخرى الملح لا يُصلِح نفسه بل يصلِح الطعام لئلا يفسد ويهلك...
هكذا جعلك الله ملحًا روحيًا، لتربط الأعضاء الفاسدة أي الإخوة المتكاسلين المتراخين، وتشددهم وتنقذهم من الكسل كما من الفساد، وتربطهم مع بقية جسد الكنيسة.
وهذا هو السبب الذي لأجله دعانا الرب " خميرًا "، لأن الخميرة أيضًا لا تخمِّر ذاتها، لكن بالرغم من صغرها فإنها تخمِّر العجين كله مهما بلغ حجمه. هكذا افعلوا أنتم أيضًا. فإنكم وإن كنتم قليلين من جهة العدد، لكن كونوا كثيرين وأقوياء في الإيمان والغيرة نحو الله.
وكما أن الخميرة ليست ضعيفة بالنسبة لصغرها، إذ لها قوة وإمكانية من جهة طبيعتها... هكذا يمكنكم إن أردتم أن تجتذبوا أعدادًا أكثر منكم، ويكون لهم نفس المستوى من جهة الغيرة.
( القديس يوحنا ذهبي الفم )

التسميات: ,