الأحد، 19 فبراير 2017

لماذا خلق الله الانسان ؟

الخلق 
تعرف غزيزى القارى على لماذا خلق الله الانسان ولماذا خلقة على صورتة ومثالة
وكيف ميز الله الانسان عن باقى المخلوقات..
تبدا قصة علاقة الانسان بالله من خلقته للانسان , لذلك كان من اللازم ان نبدا الحديث (خدمة الخلاص) من موضوع (الخلق)

لقد انشغل الكثيرون على مدي الاجيال بالسؤال عن سبب خلقة الله للانسان وكانت الفكرة الخاطئة لدي البعض ان الله قد خلق الانسان
لكي يقدم له العبادة ! لذلك نبدا موضوعنا  بشرح الاسباب الحقيقية التى من اجلها خلق الله الانسان ..

لقد حرص الكتاب المقدس على ان يذكر بالتفصيل كيفيه خلق الانسان بطريقة متميزة عن باقى المخلوقات التى امتاز عنها بانه
الوحيد المخلوق على صورة الله ومثاله .لذلك سوف نتناول كيفية خلقة الله للانسان على صورتة ومثاله وما صار له من مواهب نتيجه الامتياز الفريد . واخيرا نتعرض لشرح المفهوم الصحيح لراحة الله فى اليوم السابع بعد اتمامه لعمل الخلق.

1- لماذا خلق الله الانسان ؟ 
يتبادر الى أذهان الكثيرين هذا السؤال عن سبب خلق الله للانسلن ونبدأ اجابتنا عليه من صلوات القداس الغريغورى:
"الذى من اجل الصلاح وحده، مما لم يكون كونت الانسان وجعلته فى فردوس النعيم"(القداس الغريغورى)

الله صالح ، وقد خلق الانسان من العدم"مما لم يكن" من اجل صلاحه . وصلاح الله يرتبط بمحبته ، ففى مفهومنا المسيحى نعرف ان
"الله محبه" (1يو 4 :8) ومن فيض هذة المحبة خلق الله الانسان لكى يتمتع بمحبته كما بصلاحه .
لذلك خلق الانسان على صورة الله كتعبير عن المحبة الخاصة التى قدمها الله له .ومن هنا صارت المحبة هى التفاعل الطبيعى بين الله والانسان الذى يحمل صورته، وصرنا نحن نحب الله " لانه هو احبنا اولا" (1يو 19:4) .
نجد هذا المعنى بكل وضوح أيضا ّّ فى صلوات القداس الغريغورى :
"قدوس قدوس انت ايها الرب وقدوس فى كل شىء ،وبالاكثر مختار هو نور جوهريتك ،وغير موصوفة هى قوة حكمت, وليس شىء
من النطق يستطيع ان يحد لجة محبتك للبشر .خلقتنى انساناّّ كمحب للبشر، ولم تكن انت محتاجاّّ الى عوبديتى, بل انا المحتاج الى ربوبيتك. من اجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى اذ لم اكن اقمت السما لى سقفاّّ وثبت لى الارض لامشى عليها.

من اجلى الجمت البحر من اجلى اظهرت طبيعة الحيوان, اخضعت كل شىء تحت قدمى لم تدعنى معوزاّّ شيئاّّ من اعمال كرامتك
انت الذى جبلتنى ووضعت يدك على , وكتبت فى صورة سلطانك ووضعت فى موهبة النطق وفتحت لى الفردوس لكى اتنعم واعطيتنى علم معرفتك اظهرت لى شجرة الحياة .." ( القداس الغريغورى ) هكذا يظهر بوضوح من كلمات هذا المقطع الجميل .
من القداس ان سبب خلق الله لنا هو المحب خلقتنى انساناّ كمحب للبشر فالله خلق الانسان ليس عن احتياج له فى اى شىء , بل فقط لانه يحبه .
وياكد ذلك سفر الامثال :
" فرحة فى مسكونة ارضة , ولذتى من بنى ادم " (ام 31:8)
والمتحدث هنا هو الحكمة  ويقصد هنا بالحكمة اقنوم الابن. ونفهم من القول الالهى ولذتى من بنى ادم مقدار محبة الله للانسان والتى من اجلها خلقه على صورتة ومثاله
اذا قد خلق الله الانسان على صورتة ومثاله ليس عن احتياج له فى شىء بل فقط من اجل صلاحه وفيض محبتة غير المحدودة .
2-ما هو اهم امتياز ميز الله به الانسان عن باقى المخلوقات؟
تنحصر اجابة هذا السؤال فى امر واحد اساسى جداّّ وهو ان الانسان لم يخلق كسائر المخلوقات الاخرى بل قد خلق على صورة الله ومثالة فيقول سفر الحكمة: "فان الله خلق الانسان خالداّّ وصنعه على صورة ذاته "(حك23:2)
ثم نقرا فى سفر التكوين عن خلق الانسان:"وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التى تدب على سطح الارض فخلق الله الانسلن على صورتة
على صورة الله خلقه ذكراّّ وانثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم اثمروا  واكثروا واملاوا الارض وخضعوها وتسلطوا على سمك البحر
وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض وقال الله انى قد اعطيتكم كل بقل يبذر بذراّّ على وجهه كل الارض وكل شجر
فيه ثمر شجر يبذر بذراّ لكم يكون طعاماّّ ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبابه على الارض قيها نفس حيه اعطيت كل عشب اخضر طعاما وكان كذالك وراى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جداّّ وكان مسا وكان صباح يوما سادسا (تك26:1-31)
ونلاحظ ان تعبير"صورة الله" قد تكرر ثلاث مرات فى هذا الجزء كتاكيد لحقيقه خلق الانسان على صورة الله
كما نلاحظ قول الكتاب المقدس"وراى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جداّّ"فهذه هى المرة الوحيدة التى يذكر فيها
تعبير "حسن جداّّ" بعد خلق الانسان بينما بعد كل يوم من ايام الخليقة قبل خلق الانسان كان يكتفى الكتاب بقول
"راى الله ذلك انه حسن" وهذا ايضا تاكيد لتلك الحقيقة الهامه بتمييز الانسان بخلقه على صورة الله
ويشرح القديس اثناسيوس هذا الامر فى كتابة تجسد الكلمة قائلا :
"فلم يكتف الله بخلق البشر مثل باقى الكائنات غير العاقله على الارض بل خلقهم على صورتة واعطاهم شركة فى قوة كلمته
(الله الكلمة) حتى يسطتيعوا بطريقة ما ولهم بعض من ظل (الكلمة) وقد صاروا عقلاء ان يبقوا فى سعادة ويحيوا الحياة الحقيقية
حياة القديسين فى الفردوس"(تجسد الكلمة ف3:3)
اذا خلق الانسان يختلف عن باقى الكائنات فقد خلق على صورة الله وقد اعطاه الله كما ذكر القديس اثناسيوس-شركة فى قوة كلمته
وهذا هو السبب فى ان الانسان مخلوق عاقل اذ له شركة فى قوة الله الكلمة ..
3-كيف نال الانسان امتياز الخلقة على صورة الله؟
4-كيف اخذ الانسان الحياة؟
5-ما معنى الحياة بالنسبة للانسان فى هذة المرحلة (قبل السقوط)؟
لكى نعرف كيف حصل الانسان على امتياز الخلقة على صورة الله نقراء ما كتب فى الاصحاح الثانى من سفر التكوين :
"وجبل الرب الاله ادم تراباّّ من الارض ونفخ فى انفه نسمة حياة فصار ادم نفس حية"(تك7:2)
ففى سفر التكوين الاصحاح الاول نجد ان الوجى الالهى يتكلم عن كل الخليقه بما فيها الانسان ثم فى الاصحاح الثانى نجد انه يعود ويتحدث عن خلقة الانسان بشىء من التفصيل لكى يوضح الامتياز الذى حصل عليه هذا المخلوق الفريد اذ قد جبله الله تراباّّ من الارض ثم نفخ فى انفه نسمة حياة.اذ فحياة الانسان مصدرها نفخة الهيه من الله وبالتالى اصبحت حياته ترتبط تماماّّ بالله مصدر هذه
الحياة وقد ضار الانسان بذلك يتكون من عنصرين:احدهما ارضى"التراب" والاخر سماوى"نسمة الحياة" التى اخذها بالنفخة الالهية
ونعلم ان النفخة بالنسبة للانسان هى ان يقوم باخراج الهواء من الرئتين فى عملية الزفير حتى ينتهى الهواء الموجود فى رئتيه
فيحتاج الى عملية شهيق مرة اخرى اما بالنسبىة لله فالامر ليس كذلك فعندما نقول ان الله قد نفخ نسمة حياة فى الانسان فهاذا يعنى ان الله قد قدم تيار حياة على الدوام وبلا انقطاع للانسان .
هكذا بالنفخة الالهية التى اخذها الانسان من الله صارت له الحياة وصارت له صورة الله كما صارت الحياة بالنسبة للانسان متوقفه
على اتصاله الدائم والتصاقه بالله ..

التسميات: ,